حين طُلّقت نورة بعد زواج دام سنوات، وجدت نفسها أمام تساؤلات حاسمة: ما هي شروط عدة المطلقة في الإمارات؟ هل تختلف عدة الطلاق للمرأة بين الرجعي والبائن؟ وما المدة في عدة الطلقة الثانية أو للمطلقة الحامل؟
بحثت كثيرًا دون إجابة وافية، واكتشفت أن فهم عدة الطلاق يتطلب معرفة دقيقة بالقانون الإماراتي.
هذا المقال يشرح بالتفصيل أنواع عدة الطلاق، مدتها، وشروطها، وفق قانون الأحوال الشخصية الجديد في الإمارات، مع توضيح حقوق المطلقة في النفقة والسكن، ومتى يجوز لها الخروج من البيت، حتى تتمكن من حماية حقوقها باتزان قانوني ووعي شرعي
تواصل مع أفضل محامي طلاق في الإمارات عبر زر واتساب أسفل الشاشة، للحصول على استشارات قانونية متخصصة.
جدول المحتويات
عدة المطلقة في الإمارات
وفقًا للمرسوم بقانون اتحادي رقم 41 لسنة 2024، تختلف مدة عدة المطلقة بحسب حالة المرأة:
- إذا كانت غير حامل، ووقع الطلاق رجعيًا، تلزمها العدة بثلاث حيضات إن كانت تحيض، أو ثلاثة أشهر إن كانت لا تحيض.
- إذا كانت حاملًا، فعدتها تستمر حتى وضع الحمل، مهما بلغت مدته.
ويُمنع على المرأة الزواج خلال هذه الفترة تحت طائلة بطلان العقد، ويحق لها المطالبة بحقوقها من نفقة ومسكن طوال فترة العدة. كما يُلزم الزوج قانونًا بتوثيق الطلاق خلال 15 يومًا من وقوعه، وإلا التزم بتعويض للمطلقة عن الضرر.
ويعكس هذا التنظيم توازنًا بين المبادئ الشرعية والضمانات القانونية لحماية كرامة المرأة بعد انتهاء العلاقة الزوجية.
عدة المطلقة الحامل
إن عدة المطلقة الحامل بموجب المادة (72) من قانون الأحوال الشخصية، تستمر حتى وضع الحمل بالكامل، سواء طالت المدة أو قصرت، دون الحاجة لحساب الحيضات أو الأشهر.
ويُشترط لإثبات الحمل أن يكون مؤكدًا طبيًا أو مقرًّا به من الطرفين أمام المحكمة. وتحتفظ المطلقة الحامل خلال هذه المدة بحقوقها في النفقة، والسكن، والرعاية الطبية، وفقًا لنوع الطلاق، كما يُمنع عليها الزواج حتى انتهاء العدة بوضع الجنين.
ويهدف هذا الحكم إلى حماية النسب وضمان الاستقرار القانوني والاجتماعي للأم والمولود.
عدة الطلاق الرجعي
يُعرَّف الطلاق الرجعي بأنه الطلاق الذي يملك فيه الزوج حق إرجاع زوجته خلال العدة دون عقد جديد، ما دام الطلاق لم يبلغ الثلاث.
وإن عدة المطلقة طلاقًا رجعيًا وفقًا للمرسوم بقانون اتحادي رقم 41 لسنة 2024، هي ثلاث حيضات إذا كانت المرأة تحيض، أو ثلاثة أشهر قمرية إذا كانت لا تحيض.
ويبدأ احتساب العدة من تاريخ وقوع الطلاق، بشرط إثباته أمام المحكمة. وخلال هذه المدة، تلزم الزوجة بالبقاء في منزل الزوجية ما لم توجد موانع شرعية أو قانونية، ولها حق النفقة والسكن. وإذا انقضت العدة دون أن يراجعها الزوج، يتحول الطلاق إلى طلاق بائن.
ويهدف هذا النظام إلى منح فرصة للتراجع والتفكر، وحماية الأسرة من التفكك المتسرع.
اقرأ أيضًا: حدود العلاقة بين الزوجين في عدة الطلاق الرجعي بالإمارات.
ما هي شروط عدة المطلقة في الإمارات؟
تُحدد شروط عدة المطلقة في الإمارات وفقًا لنوع الطلاق وحالة المرأة، وتشمل ما يلي:
- ثبوت الطلاق شرعًا أو قضائيًا أمام المحكمة المختصة.
- أن تكون المرأة قد دخل بها الزوج دخولًا شرعيًا؛ فلا عدة على من طُلّقت قبل الدخول.
- الامتناع عن الزواج خلال فترة العدة تحت طائلة بطلان العقد.
- التزام المطلقة بالبقاء في بيت الزوجية في حالة الطلاق الرجعي، إلا إذا وُجد مانع شرعي أو أمني.
- العدة تختلف بحسب الحالة:
- ثلاث حيضات لمن تحيض.
- ثلاثة أشهر قمرية لمن لا تحيض.
- حتى وضع الحمل إذا كانت حاملاً.
كما يُشترط أن تبدأ العدة من تاريخ وقوع الطلاق فعليًا، وليس من تاريخ الحكم إذا تم الطلاق باتفاق أو توثيق.
تعرف أيضًا على حقوق المطلقة في الامارات.
التمييز بين الطلاق الرجعي والبائن في الحقوق أثناء العدة
يفرّق القانون الإماراتي بين الطلاق الرجعي والطلاق البائن من حيث حقوق الزوجة خلال العدة. في الطلاق الرجعي، تبقى الزوجة في عصمة زوجها خلال العدة، ويحق له مراجعتها دون عقد جديد، بشرط أن يكون ذلك ضمن فترة العدة. أما في الطلاق البائن، فإن العلاقة الزوجية تنتهي مباشرة، ولا يُسمح بإرجاع الزوجة إلا بعقد ومهر جديدين.
هذا الفرق يؤثر على حقوق المطلقة بشكل مباشر، خصوصًا في مسائل السكن، النفقة، والولاية، كما هو موضح في الجدول التالي:
وفيما يلي جدول الفرق بين العدة في الطلاق الرجعي والبائن:
المعيار | الطلاق الرجعي | الطلاق البائن |
---|---|---|
استمرار العصمة | نعم – الزوجة ما زالت في ذمته خلال العدة | لا – انتهت العلاقة الزوجية مباشرة |
السكن خلال العدة | تلزم بيت الزوجية إلا لعذر معتبر | لها السكن في مسكن العدة أو بيت أهلها |
النفقة | واجبة طوال العدة | واجبة فقط إذا كانت حاملاً |
الرجعة دون عقد | ممكنة خلال العدة | غير ممكنة إلا بعقد ومهر جديدين |
خروج المطلقة من البيت | ممنوع إلا لعذر شرعي | جائز ما لم يُوفر الزوج مسكنًا للعدة |
الآثار القانونية المترتبة على مخالفة أحكام العدة
مخالفة المطلقة لأحكام العدة في الإمارات قد يترتب عليها آثار قانونية خطيرة. ومن أبرز هذه المخالفات:
- الزواج أثناء العدة: يُعد الزواج باطلًا إذا تبيّن أن المرأة عقدت على رجل آخر قبل انتهاء عدتها، ويترتب على ذلك بطلان العقد وما يتبعه من آثار قانونية.
- الخروج من البيت في الطلاق الرجعي دون عذر: يُعتبر مخالفة لحكم شرعي وقانوني، وقد يُحرم المطلقة من بعض الحقوق مثل السكن أو النفقة إذا ثبت تعمدها الإخلال بالعدة دون مبرر مقبول.
- إنكار الحمل أو العدة لأغراض قانونية: يعرض المرأة للمساءلة القانونية، ويُضعف موقفها في قضايا مثل النفقة أو إثبات النسب.
ولهذا ينصح دائمًا بالامتثال الكامل لأحكام العدة كما وردت في قانون الأحوال الشخصية الإماراتي رقم 41 لسنة 2024 لضمان سلامة الإجراءات وحفظ الحقوق.
السوابق القضائية في مسائل عدة المطلقة
رغم أن قضايا العدة غالبًا تُفصل بناءً على النصوص الصريحة، إلا أن المحاكم الإماراتية أصدرت عدة أحكام بارزة توضّح كيفية تفسير وتنفيذ أحكام العدة في حالات معينة، منها:
- حكم صادر عن محاكم دبي قضى بإلزام الزوج بتوفير سكن للمطلقة في عدة الطلاق البائن رغم إنكاره للواجب، بناءً على إثبات حالتها الصحية وغياب البديل.
- حكم من دائرة القضاء بأبوظبي أكّد أن زواج المرأة خلال عدة طلاق رجعي يُعد باطلًا ولو تم بعلم الزوج الأول، إذا لم تنته العدة رسميًا.
هذه الأحكام تؤكد أن القاضي لا يكتفي بنصوص القانون فحسب، بل ينظر أيضًا في الظروف الواقعية وحقوق المرأة والأبناء، مما يجعل استشارة محامٍ مختص خطوة بالغة الأهمية عند وقوع الطلاق.
خدمات قانونية يقدمها مكتبنا في قضايا الطلاق
يقدم مكتبنا القانوني في الإمارات خدمات متخصصة للمطلقات في مختلف مراحل ما بعد الطلاق، تشمل:
- توثيق الطلاق رسميًا خلال المهلة القانونية المحددة.
- المطالبة بالنفقة ومسكن العدة والرعاية الطبية.
- رفع دعاوى حضانة الأطفال وتنفيذ الأحكام.
- الاعتراض على الطلاق البائن إذا شابه خلل في الإجراءات.
- استشارات حول الزواج خلال العدة أو النزاعات الأسرية.
فريقنا يضم محامين مرخصين بخبرة واسعة في قانون الأحوال الشخصية الإماراتي، ويعمل على تأمين حقوقك بمهنية عالية وسرية تامة. للتواصل معنا، اضغطي على زر الواتساب أسفل الصفحة.
الأسئلة الشائعة حول عدة المطلقة في الإمارات
ختامًا، يتبيّن أن عدة المطلقة في الإمارات ليست مجرد فترة انتظار، بل نظام قانوني متكامل يحفظ كرامة المرأة، ويضمن الاستقرار الأسري، ويوازن بين الحقوق الشرعية والضوابط القانونية.
سواء كانت المطلقة حاملًا أو غير ذلك، رجعيًا أو بائنًا، فإن معرفة حقوق الزوجة بعد الطلاق وواجباتها خلال العدة أمر بالغ الأهمية لحماية المستقبل القانوني والاجتماعي لكلا الطرفين. ويُعد الامتثال لأحكام القانون في هذه المسائل ضمانًا لسلامة الإجراءات الشرعية وحقوق الأطفال والنسب.
ولمزيدٍ من المعلومات يمكنك التواصل مع أفضل محامي في دبي خبير ومتخصص بقضايا الطلاق من مكتبنا عبر أرقامنا الموجودة في صفحة اتصل بنا.
تعرف أيضًا على كيفية حساب عدة الطلاق البائن بالامارات وفق القانون الجديد.
تنويه قانوني:
المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط، ولا تُعدّ مشورة قانونية. للحصول على استشارة قانونية مخصّصة لحالتك، يُرجى التواصل مع محامٍ مرخص في دولة الإمارات العربية المتحدة.
المصادر:
- المرسوم بقانون اتحادي رقم 41 لسنة 2024 بشأن الأحوال الشخصية.
- بوابة التشريعات الإماراتية.

محامٍ متخصص في مجال الطلاق في الإمارات، حيث يتميز بخبرته الواسعة ومعرفته العميقة بالقوانين والإجراءات ذات الصلة. يقدم خدماته كمحامٍ وكاتب لمحتوى مقالات موقع محامي الطلاق. حيث:
يعمل على تقديم المشورة القانونية والتمثيل القانوني لعملائه في جميع القضايا المتعلقة بالطلاق، سواء كان ذلك في المفاوضات القانونية أو أمام المحاكم
يقدم محتوى متخصص ومفيد يساعد الأفراد على فهم الجوانب القانونية والقضائية المتعلقة بعمليات الطلاق في الإمارات.
يتميز بمهارات تحريرية ممتازة وقدرة على تبسيط المفاهيم القانونية المعقدة بطريقة سهلة الفهم. بفضل خبرته وكفاءته.
يساعد العملاء على تحقيق نتائج إيجابية وفعّالة في قضايا الطلاق التي يتولاها.