تخطى إلى المحتوى
حدود العلاقة بين الزوجين في عدة الطلاق الرجعي

حدود العلاقة بين الزوجين في عدة الطلاق الرجعي بالإمارات – تفاصيل قانونية

    تعبّر حدود العلاقة بين الزوجين في عدة الطلاق الرجعي عن إطار قانوني ينظّم مرحلة مؤقتة تظل فيها الرابطة الزوجية قائمة بعد وقوع الطلاق. يحدّد القانون الإماراتي في هذه الفترة مجموعة من الضوابط التي توازن بين الحقوق والواجبات، وتُجنّب الطرفين الوقوع في أي مخالفة شرعية أو قانونية.

    في هذا المقال، نوضح طبيعة هذه المرحلة من الناحية القانونية، والأحكام المتعلقة بالعدة وإجراءات الرجعة، بالإضافة إلى أهمية الاستشارة القانونية لتجنب الإشكالات المحتملة.

    لمزيد من الاستشارات القانونية من محامي طلاق في الإمارات، اضغط على زر الواتساب أسفل الشاشة.

    عدة الطلاق الرجعي وفق القانون الإماراتي

    لا يؤدي الطلاق الرجعي إلى انقطاع العقد الزوجي بشكل فوري ونهائي بمجرد صدور الطلاق، بل يظل العقد قائمًا خلال فترة العدة، وهي مدة محددة شرعًا وقانونًا يجب على الزوجة قضاؤها بعد الطلاق. وذلك حسب ما ورد في المادة /59/ من المرسوم الاتحادي 41 لسنة 2024 في شأن إصدار قانون الأحوال الشخصية.

    تحدد عدة الطلاق الرجعي وفق القانوني الإماراتي بثلاث حيضات للمرأة التي تحيض، أو ثلاثة أشهر للمرأة التي لا تحيض، وتستمر حتى وضع الحمل إذا كانت الزوجة حاملًا.

    خلال هذه الفترة، يحكم المشرع حدود العلاقة بين الزوجين في عدة الطلاق الرجعي بما يضمن حقوق الزوجة والاحتفاظ بحق الزوج في الرجوع إلى زوجته دون الحاجة إلى إبرام عقد نكاح جديد، ويعتبر الرجوع بمثابة استئناف للعلاقة الزوجية التي لم تنقطع فعليًا.

    لكن، إن انقضت العدة دون رجوع من الزوج، يُصبح الطلاق بائنًا، وينتهي عقد الزواج بشكل نهائي، ما يعني أن الزوجين يحتاجان إلى عقد زواج جديد إذا رغبوا في استئناف العلاقة الزوجية.

    إذًا، الطلاق الرجعي هو مرحلة انتقالية بين الزواج المطلق والمطلق نهائيًا، يستمر العقد الزوجي خلال هذه المرحلة ولا ينتهي إلا بانتهاء العدة، حيث ينفصل الزوجان قانونيًا إذا لم يتم الرجوع.

    حدود العلاقة بين الزوجين في عدة الطلاق الرجعي

    تتسم فترة عدة الطلاق الرجعي بحالة قانونية استثنائية، إذ تستمر العلاقة الزوجية في إطار عقد قائم رغم صدور الطلاق، ويخضع سلوك الزوجين خلالها لضوابط قانونية محددة ترسم حدود هذه العلاقة.

    هذه الحدود تحمي حقوق الزوجة وتحفظ حق الزوج في الرجوع إليها دون الحاجة إلى إعادة إبرام عقد نكاح، ما يتيح فرصة لمراجعة العلاقة وإصلاحها قبل أن تتحول إلى انفصال نهائي.

    في هذه المرحلة، يظل الزوج ملزمًا بنفقة الزوجة وتوفير مسكنها، مما يعكس اهتمام القانون بحفظ كرامة الزوجة واستقرار وضعها الاجتماعي.

    كما يمنع القانون على الزوجة الزواج من غير الزوج طوال مدة العدة، الأمر الذي يضمن عدم تشويش الوضع القانوني ويعطي الزوج فرصة لممارسة حق الرجوع بشكل قانوني.

    أيضًا، لا يسمح للزوج بممارسة العلاقة الزوجية مع زوجته خلال فترة العدة إلا إذا أعلن صراحة نيته في الرجوع إليها.

    يلزم المشرع الإماراتي الزوجين خلال عدة الطلاق الرجعي بالالتزام التام بالحقوق والواجبات المترتبة، ويُقنن القانون كل تصرف بهدف تفادي النزاعات وحماية الأسرة من الانهيار المفاجئ.

    يحافظ هذا التنظيم القانوني على توازن دقيق بين الحقوق والواجبات، ويمكّن الطرفين من اتخاذ قرار واعٍ بشأن مستقبل العلاقة الزوجية، سواء باستئنافها عبر الرجوع أو الانفصال التام بانقضاء العدة.

    إجراءات توثيق الرجعة

    تنص المادة /64/ من القانون الاتحادي رقم 41 لعام 2024 على ضرورة توثيق الرجعة أمام المحكمة المختصة، وهو إجراء أساسي يوضح حدود العلاقة بين الزوجين في عدة الطلاق الرجعي ويضمن حماية حقوق كلا الطرفين بشكل قانوني.  تتضمن إجراءات توثيق الرجعة الخطوات التالية:

    1. يجب على الزوج تقديم طلب رسمي إلى المحكمة المختصة خلال مدة لا تتجاوز خمسة عشر يومًا من تاريخ الرجعة، إذا كان قد وثق الطلاق مسبقًا.
    2. يلزم القانون الزوج بإخطار الزوجة مباشرة بمجرد حدوث الرجعة، حتى في حال عدم توثيق الطلاق. يهدف هذا الإبلاغ إلى تمكين الزوجة من معرفة وضعها القانوني بدقة، وممارسة حقوقها المتعلقة بالعدة والزوجية بشكل قانوني.
    3. بعد تقديم الطلب، تتولى المحكمة مسؤولية دراسة طلب الرجعة والتأكد من مطابقته للشروط القانونية المنصوص عليها، مما يرفع من قوة القرار القضائي ويحمي الطرفين من أي تجاوزات.
    4. يحصل الزوجان على الحقوق والواجبات القانونية المرتبطة بفترة العدة، والتي تنظم العلاقة بينهما خلال هذه المرحلة.
    5. إذا لم يوثق الزوج الرجعة خلال المهلة القانونية، ولم تعلم الزوجة بذلك، ثم تزوجت بآخر، تُلغى الرجعة ولا يُعتد بها قانونيًا.

    توضح هذه الإجراءات مدى الحرص على تنظيم العلاقة القانونية بين الزوجين خلال العدة، وتضمن تنظيم العلاقة بينهما خلال العدة بطريقة تحمي الطرفين وتوضح وضعهما القانوني.

    أهمية الحصول على استشارة قانونية في إجراءات الطلاق الرجعي

    تُعد مرحلة الطلاق الرجعي من أكثر المراحل حساسية في العلاقة الزوجية، نظرًا لما تحمله من تبعات شرعية وقانونية تحتاج إلى فهم دقيق وإجراءات واضحة. في هذا السياق، لا تخضع حدود العلاقة بين الزوجين للتقدير الشخصي أو الاجتهاد، بل تحتاج إلى تفسير دقيق وضبط قانوني حاسم.

    ومن هذا المنطلق، تبرز أهمية الحصول على استشارة قانونية في إجراءات الطلاق الرجعي لما تحققه من فوائد عملية، أبرزها:

    1. تفسير صحيح للحقوق والواجبات خلال فترة العدة، بما في ذلك المسكن والنفقة والرجعة، مما يمنع أي تجاوز أو إهمال قد يؤدي إلى نزاع مستقبلي.
    2. تحديد الإجراءات القانونية لتوثيق الرجعة، أمام المحكمة، وفق المدة النظامية المنصوص عليها، مما يضمن أن تكون الرجعة صحيحة ونافذة قانونًا.
    3. منع الوقوع في مخالفات شرعية أو قانونية، مثل الامتناع عن العلاقة الزوجية دون توثيق الرجعة، مما يحفظ كرامة الطرفين ويصون الرابطة الزوجية من الانتهاك.
    4. إدارة النزاع بطريقة قانونية إذا وقع خلاف حول الرجعة أو الحقوق المتعلقة بها، يستطيع المحامي تمثيل الطرف المتضرر بطريقة قانونية تحفظ مصالحه وتختصر زمن النزاع.
    5. تحقيق فهم متوازن لطبيعة العلاقة خلال العدة ضمن حدود العلاقة بين الزوجين في عدة الطلاق الرجعي، بحيث لا تتجاوز هذه العلاقة الإطار المسموح به، ولا تنحرف إلى ما يُعد مخالفة قانونية أو شرعية.

    الأسئلة الشائعة

    5766 بعد الانتهاء من العدة تنتهي العلاقة الزوجية نهائيًا، ويزول حق الرجعة، ولا يجوز للزوج إعادة الزوجة إلا بعقد ومهر جديدين.


    5510 مدة الطلاق الرجعي هي العدة القانونية التي تحدد بثلاث حيضات أو ثلاثة أشهر، وتمتد حتى وضع الحمل إن كانت الزوجة حاملًا.


    5254 نعم، يجوز رجوع الزوجة بعد الطلاق في المحكمة خلال العدة فقط، وبشرط توثيق الرجعة خلال 15 يومًا وإعلام الزوجة بها، وإلا أصبحت الرجعة غير صحيحة.


    وصلنا إلى نهاية مقالنا عن حدود العلاقة بين الزوجين في عدة الطلاق الرجعي، حيث تناولنا خلال هذا المقال الإطار القانوني الذي يحكم هذه المرحلة وفق القانون الاتحادي رقم 41 لسنة 2024، من حيث العدة، وإجراءات توثيق الرجعة، وضرورة الالتزام بالضوابط القانونية المحددة.

    تواصل معنا عبر أرقامنا في صفحة اتصل بنا، واحصل على استشارات قانونية في قضايا شؤون الأسرة بالإمارات.

    قد يهمك أيضًا:

    المصادر:

    • مرسوم بقانون اتحادي رقم (41) لسنة 2024 في شأن إصدار قانون الأحوال الشخصية.
    ?هل تحتاج لمحامي
    احجز استشارة فورية
    ////
    ///// اتصل بنا