تخطى إلى المحتوى
الطلاق للضرر في القانون الاماراتي

الطلاق للضرر في القانون الاماراتي: دليل شامل في ضوء القانون الجديد

    يُعتبر الطلاق للضرر من الأنواع التي تقرها التشريعات الإماراتية كوسيلة لحماية حقوق الزوجين في حال تعرض أحدهما لأضرار جسيمة نتيجة سلوك الآخر. وفي ظل التعديلات الجديدة التي أُدخلت على قانون الأحوال الشخصية الإماراتي بموجب القانون رقم 41 لسنة 2024، جاء النص على تنظيم وتوضيح مسألة الطلاق للضرر بشكل أكثر دقة ووضوحًا.

    هذا المقال يستعرض مفهوم الطلاق للضرر في القانون الاماراتي، بالإضافة إلى شروطه وأسبابه، والإجراءات القانونية المتعلقة به، إضافة إلى بعض السوابق القضائية التي تسلط الضوء على تطبيق هذا النوع من الطلاق.

    للتواصل مع محامي طلاق شاطر اضغط على زر الواتساب الظاهر أسفل الشاشة.

    مفهوم الطلاق للضرر في القانون الاماراتي

    الطلاق للضرر في القانون الإماراتي هو نوع من الطلاق يتم بموجبه إنهاء عقد الزواج بناءً على طلب أحد الزوجين بسبب تعرضه لضرر مادي أو معنوي ناتج عن تصرفات الطرف الآخر. ويُعتبر الطلاق للضرر من الأنواع التي تلجأ إليها الزوجة في معظم الأحيان، لكن يمكن أن يتم من قبل الزوج أيضًا إذا ثبت تعرضه للضرر من الزوجة.

    في قانون الأحوال الشخصية الإماراتي الجديد رقم 41 لسنة 2024، تم توسيع نطاق الضرر ليشمل أنواعًا مختلفة من الأضرار، مثل الإيذاء الجسدي، الإهمال، أو حتى الضرر النفسي، مع وضع معايير وشروط واضحة لإثباته.

    اسباب الطلاق للضرر في القانون الاماراتي

    يمكن أن تتعدد أسباب الطلاق للضرر وفقًا للعديد من الحالات والظروف. من أبرز الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى طلب الطلاق للضرر في إطار قانون الأحوال الشخصية الإماراتي:

    1. الإيذاء الجسدي: من أبرز الأسباب التي تتيح للزوجة أو الزوج طلب الطلاق هو تعرض أحد الزوجين للإيذاء الجسدي بشكل متكرر، مثل الضرب أو العنف الأسري.
    2. الإهمال: يشمل الإهمال النفسي أو المادي، مثل عدم القيام بالواجبات الزوجية أو العاطفية، وعدم الاهتمام بالأسرة أو الزوجة.
    3. الضرر النفسي والمعنوي: تعرض أحد الزوجين للأذى النفسي المستمر، مثل الإهانة، التهديد، أو الإساءات اللفظية، يمكن أن يُعد سببًا للطلاق للضرر.
    4. الإدمان أو السلوكيات المدمرة: إدمان أحد الزوجين على المخدرات أو الكحول أو سلوكيات أخرى قد تؤثر بشكل سلبي على الحياة الزوجية.
    5. الخيانة الزوجية: في بعض الحالات، قد يُعتبر الخيانة الزوجية سببًا للضرر الذي يبرر طلب الطلاق.

    شروط الطلاق للضرر في القانون الاماراتي

    بموجب المرسوم رقم 41 لعام 2024، يتعين توافر بعض الشروط الأساسية لقبول دعوى طلاق للضرر:

    1. إثبات الضرر: يجب على الطرف الذي يطلب الطلاق إثبات وقوع ضرر فعلي ومباشر، سواء كان هذا الضرر ماديًا أو معنويًا.
    2. استمرار الضرر: يُشترط أن يكون الضرر مستمرًا أو متكررًا على مدار فترة طويلة، بحيث لا يمكن تحمله أو التعايش معه.
    3. عدم قدرة الطرف المتضرر على إصلاح العلاقة: يجب أن يثبت المدعي (الزوج أو الزوجة) عدم إمكانية إصلاح العلاقة الزوجية، سواء من خلال الوسائل الشخصية أو التدخلات القانونية.
    4. الضرر الجسيم: يشترط أن يكون الضرر الذي تعرض له أحد الزوجين من الدرجة التي تستدعي الطلاق، بمعنى أنه لا يكفي أن يكون الضرر عرضيًا أو بسيطًا.
    5. وجود مبررات قانونية: الطلاق للضرر لا يتم بشكل تعسفي، بل لا بد من وجود مبررات قانونية قوية تستند إلى أدلة وشهادات قوية.

    قد يهمك أيضًا: أسباب رفض دعوى الطلاق للضرر في الإمارات.

    كيفية إثبات الضرر في الطلاق

    إثبات الضرر هو حجر الزاوية في قبول دعوى الطلاق للضرر في القانون الإماراتي. يجب على الطرف الذي يرفع الدعوى أن يقدم دليلًا قويًا على وقوع الضرر. ومن الوسائل التي يمكن استخدامها لإثبات الضرر:

    1. التقارير الطبية: إذا كان الضرر يشمل إيذاءً جسديًا، يجب تقديم تقارير طبية معتمدة من مستشفى حكومي أو عيادة معترف بها، توضح الإصابات والتأثيرات الجسدية الناتجة عن العنف.
    2. التقارير النفسية: إذا كان الضرر يتعلق بالإيذاء النفسي أو المعنوي، يمكن تقديم تقارير من مختصين في الطب النفسي تؤكد تأثير المعاملة السيئة على الحالة النفسية للمدعي.
    3. الشهادات: يمكن تقديم شهادات من أفراد الأسرة، الأصدقاء، أو الجيران الذين شهدوا حالات الإيذاء أو الإهمال، سواء كان ذلك جسديًا أو معنويًا.
    4. الرسائل أو المحادثات الإلكترونية: في حالة الضرر النفسي أو المعنوي، يمكن استخدام الرسائل النصية أو المحادثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي كدليل على الإساءة المستمرة أو التهديدات.
    5. الإثبات البصري: في بعض الحالات، يمكن أن تشمل الأدلة مقاطع فيديو أو صور توضح حجم الضرر أو أضرار السلوك المضر من أحد الزوجين.

    شروط شهود الطلاق للضرر

    يعد الشهود من الأدلة الأساسية في إثبات الضرر في القضايا المتعلقة بالطلاق للضرر. لكن في قانون الأحوال الشخصية الإماراتي، يتم تنظيم قبول الشهادات بشروط صارمة لضمان دقتها وموثوقيتها:

    1. صلاحية الشهود: يجب أن يكون الشهود أشخاصًا ذوي صدقية وقادرين على تقديم شهادة واضحة ومؤثرة. ويجب أن يكونوا في حالة نفسية وعقلية سليمة.
    2. التصريح بالشهادة: يجب أن يكون الشهود على دراية تامة بالحادثة أو الواقعة التي يتم الشهادة عليها. بمعنى أنه يجب أن يكون الشهود قد شهدوا بأعينهم أو سمعوا عن الضرر بشكل مباشر.
    3. عدم التحيز: يجب أن يكون الشهود غير منحازين لأي من الطرفين، وألا يكون لهم مصالح شخصية أو عاطفية في القضية.
    4. عدد الشهود: عادةً ما تقبل المحكمة شهادة شاهد واحد في الحالات العادية، ولكن في القضايا التي تتعلق بالطلاق للضرر، يمكن أن تطلب المحكمة المزيد من الشهادات لإثبات وقوع الضرر بشكل حاسم.
    5. شهادة الخبراء: في بعض الحالات، قد تقبل المحكمة شهادة الخبراء، مثل أطباء أو اختصاصيين نفسيين، لتقديم تقييم مهني حول طبيعة الضرر ومدى تأثيره على الشخص المتضرر.

    إجراءات الطلاق للضرر في القانون الاماراتي

    تتضمن الإجراءات المتبعة في الطلاق للضرر عدة مراحل قانونية تنظمها المحاكم في الإمارات:

    1. رفع الدعوى أمام المحكمة: يبدأ الزوج أو الزوجة برفع دعوى أمام المحكمة الشرعية، ويتم تقديم المستندات والأدلة التي تثبت حدوث الضرر.
    2. استعراض الأدلة والشهادات: في هذه المرحلة، يتم تقديم الأدلة، مثل التقارير الطبية في حال وجود ضرر جسدي، أو شهادات الشهود لإثبات الضرر النفسي أو المعنوي.
    3. التدخل القضائي: غالبًا ما تقوم المحكمة بمحاولة للتوفيق بين الزوجين من خلال وساطة أو جلسات استماع، وإذا فشلت محاولات التوفيق، يتم اتخاذ القرار النهائي.
    4. الحكم القضائي: في حال تم إثبات الضرر واستحالة الإصلاح، تصدر المحكمة حكم الطلاق للضرر، الذي يشمل أيضًا تحديد حقوق الزوجة أو الزوج في النفقة، ومؤخر الصداق، وأي حقوق أخرى.

    قد يهمك أيضًا: نفقة المتعة والطلاق للضرر في الامارات أحكامها وشروطها.

    سوابق قضائية في الطلاق للضرر

    تجدر الإشارة إلى أن المحاكم الإماراتية قد صدرت في العديد من الحالات أحكامًا قضائية تتعلق بالطلاق للضرر. من بين هذه الأحكام:

    • الحكم رقم 342/2023 (محكمة دبي): قضت المحكمة بالطلاق للضرر في قضية رفعها الزوجة بعد تعرضها لإيذاء جسدي مستمر من قبل زوجها، مع ثبوت تعرضها للتهديد والإهانة على مدار فترة طويلة.
    • الحكم رقم 513/2022 (محكمة أبوظبي): حكمت المحكمة للزوجة بالطلاق للضرر بعد أن أثبتت تعرضها للإهمال المتكرر من زوجها، حيث كان الزوج لا يساهم في النفقات أو مسؤوليات الأسرة.
    • الحكم رقم 1001/2021 (محكمة الشارقة): في هذه القضية، تم قبول دعوى الطلاق للضرر بعد تقديم الزوجة أدلة على إدمان زوجها للمخدرات، مما أدى إلى تدمير الحياة الزوجية.

    الأسئلة الشائعة حول الطلاق للضرر في الإمارات

    5131 عادةً ما تستغرق قضايا الطلاق للضرر من شهرين إلى ثلاثة أشهر، حسب تعقيد القضية وحجم الأدلة والشهادات التي يتم تقديمها.


    4331 في الغالب، يتطلب القانون حضور الزوجين في الجلسات. وفي حال عدم الحضور، قد تؤثر المحكمة في سير الدعوى أو تصدر الحكم غيابيًا بناءً على الأدلة المتاحة.


    5531 نعم، يمكن طلب الطلاق للضرر النفسي إذا تم إثبات أن الضرر النفسي كان متكررًا ومؤثرًا على الحالة النفسية للفرد، مثل التهديدات أو الإهانة المستمرة.


    4731 الطلاق للضرر يعتمد على إثبات وجود ضرر معين سواء كان جسديًا أو نفسيًا، بينما الطلاق للشقاق يعتمد على الخلافات المستمرة بين الزوجين التي تؤثر على استمرارية العلاقة.


    يعد الطلاق للضرر في القانون الاماراتي من الحقوق التي تهدف إلى حماية الأفراد في العلاقات الأسرية التي تعرض أحد الطرفين لأضرار جسيمة. وفقًا لقانون الأحوال الشخصية الإماراتي تم تنظيم الطلاق للضرر بشكل أكثر دقة ووضوحًا، حيث يشترط إثبات الضرر المستمر والجسيم قبل اللجوء إلى الطلاق. من المهم أن يكون للأطراف المعنية وعي كامل بالشروط والإجراءات القانونية المتبعة لضمان حقوقهم.

    إذا كنت تواجه مشكلة مشابهة، يُنصح بالتواصل مع محامي طلاق ابوظبي للحصول على استشارة قانونية مخصصة ومتابعة القضية بما يتوافق مع القانون الإماراتي. يمكنكم التواصل معنا عبر أرقامنا في صفحة اتصل بنا.

    قد يهمك أيضًا:

    تنويه قانوني:
    المعلومات الواردة في هذا المقال هي لأغراض تثقيفية فقط ولا تشكل مشورة قانونية. للحصول على استشارة قانونية مخصصة، يُرجى التواصل مع محامٍ مرخص في دولة الإمارات العربية المتحدة.

    المصادر:

    ?هل تحتاج لمحامي
    احجز استشارة فورية
    ////
    ///// اتصل بنا