تخطى إلى المحتوى
حضانة الاطفال بعد الطلاق في القانون الإماراتي

حضانة الاطفال بعد الطلاق في القانون الإماراتي | الشروط وحالات سقوطها واستمرارها

    لقد شهدت الإمارات في السنوات الأخيرة تطورًا جوهريًا في تنظيم حضانة الاطفال بعد الطلاق، مع انتقال فلسفة التشريع من التركيز على أهلية الحاضن إلى دراسة البيئة الأسرية المثلى لنمو الطفل نفسيًا وتعليميًا واجتماعيًا. ويُعد القانون الجديد الصادر سنة 2024 نقلة نوعية، خصوصًا مع إلغاء بعض المفاهيم التقليدية مثل إسقاط حضانة الأم تلقائيًا بمجرد الزواج، وتوحيد سن الحضانة، ومنح الطفل حق الاختيار في سن معينة.

    في هذا المقال، نستعرض قواعد الحضانة بعد الطلاق في الإمارات كما أقرها المرسوم الجديد، مع تحليل مفصل للتعديلات الأبرز، والشروط العامة والخاصة للحاضن، وحقوق الأب والأم، ودور المحامي في حماية مصلحة المحضون، مع إجابة على أبرز الأسئلة المتداولة.

    للحصول على استشارة قانونية بشأن الحضانة بعد الطلاق، تواصل معنا عبر أرقامنا في صفحة اتصل بنا.

    حضانة الاطفال بعد الطلاق في القانون الإماراتي

    وفق المرسوم بقانون اتحادي رقم (41) لسنة 2024 بشأن الأحوال الشخصية، تُنظَّم حضانة الاطفال بعد الطلاق في الإمارات من منطلق حماية مصلحة الطفل الفضلى باعتبارها الأساس الحاكم لأي قرار تصدره المحكمة.

    ومن أبرز التعديلات التي أتى بها القانون الجديد وفق المواد 133–139 من هذا المرسوم:

    • توحيد سن الحضانة لكلا الجنسين حتى 18 عامًا، بعد أن كان في السابق 11 للذكر و13 للأنثى، ما يمنح الأطفال استقرارًا أسريًا أطول مع الحاضن.
    • منح الطفل حرية الاختيار في البقاء مع أحد والديه عند بلوغ سن 15، شريطة ألا يتعارض ذلك مع مصلحته ووفق تقييم المحكمة.
    • إمكانية التناوب بالحضانة بين الوالدين، إذا كان ذلك أفضل للطفل، مع ترتيب الحضانة وفق الأفضلية التالية:
      • الأم
      • الأب
      • الجدة لأم
      • الجدة لأب
      • الأقارب من الدرجة الأولى حسب ترتيب الأولوية
    • سريان القانون على المواطنين وغير المواطنين المقيمين إذا لم يُبدوا رغبة خطية بتطبيق قانونهم الشخصي.

    وقد ألغى القانون الجديد أي مواد سابقة تتعارض مع هذه المبادئ، مما يجعله مرجعًا حصريًا في قضايا الحضانة بعد الطلاق في الدولة.

    تعرف أيضًا على كم نفقة المطلقة في الإمارات؟ وكيف يتم حسابها وفق القانون الجديد.

    حضانة الأطفال بعد زواج الأم المطلقة في القانون الإماراتي

    بموجب قانون الأحوال الشخصية الجديد رقم 41 لسنة 2024، لم يعد زواج الأم المطلقة سببًا تلقائيًا لسقوط الحضانة كما كان في السابق. فقد تبنّى القانون مبدأ المرونة المرتبطة بمصلحة الطفل أولًا، وجعل استمرار الحضانة بعد زواج الأم خاضعًا لتقدير المحكمة بناءً على الوقائع والظروف المحيطة.

    ومن أبرز ما جاء في القانون الجديد حول حضانة الطفل بعد زواج الام وفق المادة 137 منه:

    • زواج الأم لا يُسقط الحضانة تلقائيًا، إلا إذا ثبت أن البيئة الجديدة تضر بمصلحة الطفل.
    • يمكن للأب أو أي من ذوي الشأن طلب إسقاط الحضانة بسبب زواج الحاضنة، لكن يجب عليه تقديم دليل يُثبت أن استمرار الحضانة ليس في مصلحة الطفل.
    • على المحكمة أن تُقيّم:
      • طبيعة العلاقة الجديدة للأم.
      • مدى استقرار الحياة الأسرية.
      • الظروف النفسية والاجتماعية والصحية للمحضون.
    • يحق للأم إثبات أن البيئة الجديدة لا تؤثر سلبًا على الطفل، مما يُمكّنها من الاحتفاظ بالحضانة رغم الزواج.

    هذا التوجه التشريعي الحديث يُبرز حرص دولة الإمارات على عدم حرمان الأم من حقها بالحضانة إلا عند الضرورة القصوى، ويرسخ فكرة أن المصلحة الفضلى للطفل تعلو على كل اعتبار آخر.

    هل تسقط حضانة الأم إذا تزوجت؟

    بحسب المادتان 136 و137 قانون الأحوال الشخصية الجديد ، زواج الأم لم يعد سببًا آليًا لسقوط الحضانة، بل بات مشروطاً بتأثيره السلبي على مصلحة الطفل. فالأصل أن الأم تبقى الحاضنة، ما لم يتبين للمحكمة أن زواجها يُحدث ضرراً ملموساً على المحضون.

    وتتضمن الحالات التي يمكن فيها إسقاط الحضانة بعد الزواج:

    1. إذا كان الزوج الجديد غير مؤهل لرعاية الطفل أو يُمثل بيئة غير مستقرة.
    2. إذا أثبت الأب أن الطفل يعاني من إهمال أو اضطرابات نفسية بعد زواج الأم.
    3. إذا امتنعت الأم عن تنفيذ التزاماتها الأساسية كحاضنة (تعليم، رعاية، علاج…).

    بالمقابل، يجوز للمحكمة الإبقاء على الحضانة للأم إن ثبت أن زواجها لم يُخل بمصلحة الطفل أو تسبب بأي ضرر له.

    حالات استمرار حضانة الأطفال بعد زواج الأم المطلقة في القانون الإماراتي

    وفقًا للمرسوم بقانون اتحادي رقم (41) لسنة 2024 بشأن الأحوال الشخصية، لم يعد زواج الأم المطلقة سببًا تلقائيًا لسقوط حضانتها، بل أصبح الأمر مرتبطًا بتقدير المحكمة لمصلحة الطفل. وتستمر الحضانة للأم بعد زواجها في الحالات التالية:

    1. ثبوت أن البيئة الزوجية الجديدة مستقرة وتُوفر للمحضون الرعاية والتعليم والاهتمام الكافي.
    2. صلاحية الزوج الجديد وعدم وجود ما يضر بالمصلحة النفسية أو الجسدية للطفل.
    3. عدم اعتراض الأب أو إثباته وجود ضرر ناتج عن انتقال الطفل إلى بيت الأم الجديد.
    4. تأكيد الأم أمام المحكمة أن زواجها لن يؤثر سلبًا على المحضون، وأنها قادرة على الاستمرار في التزاماتها كحاضنة.

    بهذا التوجه التشريعي، تُرسخ الإمارات مبدأ أن المصلحة الفضلى للطفل هي المرجع الأساسي، وأن الأم لا تُحرم من الحضانة إلا عند وجود ضرر واضح يثبته الخصم.

    الشروط العامة لحضانة الأم في القانون الإماراتي

    يشترط القانون الجديد وفق المادة 134 من قانون الأحوال الشخصية الجديد في الحاضنة – سواء الأم أو غيرها – ما يلي:

    • البلوغ والعقل الكامل.
    • القدرة الجسدية والنفسية على تربية الطفل ورعايته.
    • السلامة من الأمراض المعدية أو النفسية الخطيرة.
    • أن تكون ذات خلق وأمانة.
    • الاستقرار في الدولة ومراعاة مصلحة الطفل التعليمية والصحية.

    وفي حال انتفاء أحد هذه الشروط، يمكن للمحكمة إسقاط الحضانة أو نقلها لولي آخر أصلح.

    شروط الحاضنة في قانون الأحوال الشخصية الإماراتي الجديد

    الشروط الخاصة لحضانة الأم في القانون الإماراتي

    إضافة إلى الشروط العامة، فرض القانون الجديد شروطًا خاصة تُطبّق على الحاضنة الأم تحديدًا وفق المواد 134 و137 من القانون ومنها:

    • عدم زواجها من أجنبي عن الطفل، ما لم يُثبت أن الزواج لا يؤثر سلباً على مصلحة المحضون.
    • اتحاد الدين مع الطفل، ما لم تُقدّر المحكمة خلاف ذلك لمصلحته.
    • توفر السكن المناسب والبيئة المستقرة للطفل.
    • الالتزام بإبقاء ولي الطفل على تواصل مستمر مع المحضون، دون تعسف أو منع.

    وتُعد هذه الشروط وسيلة لضمان التوازن بين حق الأم في حضانة الاطفال بعد الطلاق، وحق الطفل في النمو في بيئة آمنة.

    دور المحامي في قضايا الحضانة

    تُعد قضايا الحضانة من أكثر القضايا حساسية، وتستدعي وجود محامٍ متمرس لتمثيل الأطراف أمام المحكمة. وتتجلى مهام المحامي فيما يلي:

    • تحليل الوضع القانوني وتقديم استشارات دقيقة بناءً على المستجدات.
    • جمع الأدلة والتقارير الطبية والنفسية لدعم موقف موكله.
    • صياغة المذكرات القانونية بطريقة تُظهر مصلحة الطفل بوضوح.
    • طلب نقل أو استعادة الحضانة عند تغيّر الظروف (مثل زواج الحاضن، انتقال السكن، الإهمال…).

    وجود محامي مختص بقضايا الحضانة في الإمارات يُحدث فرقًا كبيرًا في نتائج الحكم، ويُقلل من النزاع المؤذي للأبناء.

    الأسئلة الشائعة حول حضانة الاطفال بعد الطلاق

    نعم، إذا أثبتت أن بيئتها الزوجية الجديدة مستقرة ومناسبة للطفل.

    نعم، إذا زالت الأسباب التي أدت لسقوطها، كطلاق الأم أو تحسن وضعها الصحي.

    نعم، ويُنظر في طلبه وفق مصلحة الطفل، وليس الأفضلية المطلقة.

    نعم، زواج الأم الأرملة من زوج أجنبي غير محرم على المحضونين يسقط حقها في الحضانة، إلا إذا قدرت المحكمة السماح بذلك تحقيقًا للمصلحة العليا للمحضونين.

    تنتقل الحضانة إلى الأب في الإمارات في حال سقوط حضانة الأم لتوافر سبب من أسباب سقوط الحضانة لديها، أو سقوط شرط من شروط أهليتها للحضانة، أو تكرارها منع الأب من الرؤية القانونية لأولاده، أو السفر بالمحضون دون موافقة خطية من الأب أو القاضي.

    نعم، تعود الحضانة للأم في الإمارات بعد سقوطها فور زوال السبب الذي أدى لسقوطها، فإذا كان السبب زواجها الجديد من رجل أجنبي، تعود الحضانة لها بمجرد طلاقها منه، أو إقلاعها عن فكرة الزواج.

    في ظل قانون الأحوال الشخصية الجديد لسنة 2024، أصبحت حضانة الاطفال بعد الطلاق أكثر إنصافًا ومرونة، مع إعطاء الأولوية الكاملة لمصلحة الطفل. وقد ألغى القانون فكرة العقوبات الآلية (مثل سقوط الحضانة بزواج الأم)، واعتمد على دراسة كل حالة وفق معايير دقيقة. لهذا، يبقى الاستعانة بمحامٍ مختص الوسيلة الأضمن لحماية حقوق الطفل والأب أو الأم.

    هل تخوض نزاعًا على الحضانة أو ترغب في تعديلها؟ اضغط على زر الواتساب أسفل الشاشة للتواصل مع فريقنا القانوني المتخصص والحصول على استشارات قانونية اسرية مختصة بقضايا الحضانة.

    قد يهمك أيضًا:

    تنويه قانوني:
    المعلومات الواردة لأغراض تثقيفية فقط، ولا تشكل استشارة قانونية. للحصول على نصيحة قانونية مخصصة، يُرجى التواصل مع محامٍ مرخص في الإمارات.

    المصادر

    ?هل تحتاج لمحامي
    احجز استشارة فورية
    ////
    ///// اتصل بنا