يُعد موضوع إسقاط حضانة الأم نقض من المسائل القانونية الدقيقة التي تشغل اهتمام كثير من الأسر بعد وقوع الطلاق، لما له من أثر مباشر على استقرار حياة الطفل وحقوق الوالدين. فالقانون الإماراتي أعطى الأولوية في الحضانة للأم، لكنه في الوقت ذاته وضع شروطًا صارمة لإسقاط هذا الحق. وعند صدور حكم بإسقاط الحضانة، يجوز للطرف المتضرر الطعن عليه بطريق النقض أمام المحكمة العليا، إذا توافرت الأسباب القانونية لذلك.
في هذا المقال، نستعرض مفهوم إسقاط حضانة الأم نقض، مع بيان شروطه وأسبابه، وميعاد الطعن فيه، والحالات التي تؤدي إلى إسقاط الحضانة.
للحصول على استشارة قانونية متخصصة يمكنك التواصل معنا عبر أرقامنا في صفحة اتصل بنا.
جدول المحتويات
إسقاط حضانة الأم نقض
يُعد إسقاط حضانة الأم نقض من أهم الموضوعات التي تُعرض على محاكم النقض في دولة الإمارات، لما ينطوي عليه من تأثير مباشر على حقوق الأمهات والأطفال على حدّ سواء. ويُقصد به الطعن على حكم قضائي أسقط الحضانة عن الأم، وذلك أمام المحكمة العليا (النقض) بدعوى وجود خلل قانوني أو موضوعي في الحكم المطعون فيه.
هو إجراء قانوني يُمارسه الطرف المتضرر (عادة الأم الحاضنة) للطعن في الحكم الذي قضى بإسقاط الحضانة عنها، وذلك أمام المحكمة الأعلى درجة (محكمة النقض أو التمييز بحسب الإمارة)، ويشترط أن يكون الطعن مبنياً على أسباب قانونية محددة مثل الخطأ في تطبيق القانون، أو فساد الاستدلال، أو القصور في التسبيب.
يحق للأم التقدّم بطعن بالنقض إذا توافرت المعايير التالية:
- أن يكون الحكم صادراً عن محكمة الاستئناف، حيث لا يُقبل الطعن بالنقض إلا ضد الأحكام النهائية.
- أن يُقدَّم الطعن خلال 60 يوماً من تاريخ التبليغ بالحكم، وفقاً لقانون الإجراءات المدنية الإماراتي.
- أن يُستند الطعن إلى أسباب موضوعية أو قانونية لا مجرّد الاعتراض الشخصي.
الأبعاد القانونية للطعن بالنقض في قضايا الحضانة
- مراقبة صحة تطبيق القانون: محكمة النقض لا تعيد تقييم الوقائع، بل تراجع تطبيق المحكمة الأدنى للقانون ومدى توافق الحكم مع النصوص القانونية المعمول بها، خصوصاً المواد المتعلقة بالحضانة في قانون الأحوال الشخصية الإماراتي.
- تصحيح الأخطاء القضائية: تُعالج محكمة النقض الأخطاء التي تُخلّ بحقوق المتقاضين، مثل تجاهل إثباتات الأم الحاضنة، أو عدم بيان أسباب كافية للحكم بالإسقاط.
- حماية مصلحة الطفل الفضلى: تُولي محكمة النقض عناية خاصة بمفهوم “مصلحة المحضون”، إذ يُعتبر المعيار الأسمى في جميع قضايا الحضانة. فإن ثبت أن إسقاط الحضانة أضر بالطفل، قد يُلغى الحكم.
هل صدر ضدك حكم بإسقاط الحضانة ولا تعلمين السبب القانوني؟ تواصلي الآن مع محامية متخصصة عبر زر الواتساب للحصول على تحليل دقيق لحالتك.

أسباب الطعن بالنقض على حكم إسقاط الحضانة
إسقاط حضانة الأم نقض قد يُعدّ من الأحكام الحساسة التي تستدعي الطعن بالنقض إذا شاب الحكم الصادر بشأنه أي خطأ قانوني أو خلل في التطبيق، لما له من أثر مباشر على مصلحة الطفل وحقوق الطرفين. فيما يلي أبرز أسباب الطعن بالنقض على حكم إسقاط الحضانة:
- مخالفة القانون أو الخطأ في تطبيقه أو تأويله: يُعدّ هذا من الأسباب الجوهرية للطعن بالنقض، كأن يستند الحكم إلى مادة قانونية غير منطبقة على الوقائع، أو يخطئ في تفسير شرط من شروط الحضانة مثل شرط “حُسن السيرة” أو “القدرة على الرعاية”.
- القصور في التسبيب أو انعدامه: إذا خلا الحكم من بيان الأسباب القانونية التي بُني عليها، أو كانت أسبابه سطحية لا تكشف عن كيفية وصول القاضي إلى قراره، فإن ذلك يخلّ بحق الدفاع ويُعد سبباً لنقض الحكم.
- الإخلال بحق الدفاع: مثل تجاهل المحكمة لطلبات الحاضنة أو امتناعها عن سماع شهودها أو رفضها تقديم مستندات جوهرية تدحض مزاعم الطرف الآخر، مما يُفقد المحاكمة شرط العدالة.
- الفساد في الاستدلال: كأن يبني الحكم قراره على قرائن لا تؤدي بالضرورة إلى النتيجة التي خلص إليها، أو يعتمد على وقائع لا صلة لها بسلوك الأم كحاضنة، فيخرج الحكم عن منطق العقل والاستنتاج القانوني السليم.
- عدم توافر شروط إسقاط الحضانة وقت الفصل في الدعوى: يجب أن تكون أسباب الإسقاط قائمة وثابتة عند إصدار الحكم، فإن ثبت لاحقاً أن السبب قد زال قبل صدور الحكم، مثل ثبوت زواج الأم ثم طلاقها قبل النطق بالحكم، فإن ذلك يُعد سبباً للطعن في نقض إنتهاء حضانة الأم.
- مخالفة مبدأ مصلحة الطفل الفضلى: إذا ثبت أن إسقاط الحضانة لا يُحقق مصلحة الطفل أو يُلحق به ضرراً نفسياً أو اجتماعياً، فيمكن الطعن بالنقض بناء على تجاهل المحكمة لهذا المبدأ الذي يُعد حجر الأساس في قضايا الأحوال الشخصية.
- صدور الحكم عن محكمة غير مختصة نوعياً أو مكانياً: ويُعد ذلك خطأً جسيمًا في الإجراءات يترتب عليه بطلان الحكم، إذ يشترط أن تصدر أحكام نقض في إسقاط حضانة الأم عن محكمة الأحوال الشخصية المختصة بحسب مكان الإقامة أو موضوع النزاع.
ميعاد الطعن في حضانة الأم في القانون الإماراتي
ميعاد الطعن في أحكام إسقاط حضانة الأم نقض في القانون الإماراتي يخضع لقواعد دقيقة ومحددة في قانون الإجراءات المدنية وقانون الأحوال الشخصية، ويتطلب مراعاة آجال معينة تحت طائلة سقوط الحق في الطعن. وفيما يلي أهم ما يجب معرفته عن ميعاد الطعن في حضانة الأم بالنقض:
- ميعاد الطعن يبدأ من تاريخ التبليغ القانوني للحكم: لا يبدأ حساب المهلة إلا من اليوم التالي لتبليغ المحكوم عليه بالحكم وفقاً للإجراءات الرسمية. ويشترط أن يكون التبليغ صحيحاً وموجهاً إلى العنوان المعتمد.
- مدة الطعن بالنقض أمام المحكمة الاتحادية العليا أو محكمة التمييز: (في دبي وأبوظبي) هي 60 يوماً وذلك وفقاً لقانون الإجراءات المدنية الاتحادي وتعديله الأخير، ويُحسب الميعاد من تاريخ التبليغ وليس من تاريخ صدور الحكم.
- لا يجوز قبول الطعن بعد انقضاء الميعاد إلا في حالات استثنائية: مثل الطعن بعدم الدستورية أو ظهور وقائع جديدة لم تكن معلومة وقت الحكم، ويشترط إثبات عذر مشروع حال التأخير، ويخضع ذلك لتقدير المحكمة.
- تقديم الطعن خلال المدة لا يُعلّق تنفيذ الحكم تلقائياً: أي أن الحكم بإسقاط الحضانة يكون نافذاً ما لم تقرر المحكمة وقف التنفيذ بناءً على طلب مستقل ومُعلل من الطاعن، مع بيان الضرر المحتمل.
- يجب أن يُقدم الطعن بواسطة محامٍ مُرخص: أمام المحكمة المختصة ولا يُقبل الطعن من غير محامٍ إذا كانت الدعوى مما يستلزم التمثيل القانوني، ويترتب على ذلك عدم قبول الطعن شكلاً في حال المخالفة.
لا تضيّعي حقك في الطعن بسبب خطأ إجرائي! اضغطي على زر الواتساب الآن وسنرشدك لخطوات النقض القانونية خطوة بخطوة.
أسباب اسقاط الحضانة عن الام في القانون الإماراتي
تُحدّد أسباب إسقاط حضانة الأم نقض في القانون الإماراتي وفق معايير شرعية وقانونية تراعي مصلحة الطفل أولاً، ويُمكن أن تكون هذه الأسباب موضوعاً لحكم قابل للطعن بالنقض إذا لم تُراعَ الضوابط القانونية. فيما يلي أبرز أسباب إسقاط الحضانة عن الأم وفق القانون الإماراتي:
- الزواج من رجل أجنبي عن المحضون: إذا تزوجت الحاضنة من رجل غير ذي صلة قرابة بالمحضون وكان في ذلك ضرر متوقع على الطفل، تُسقط الحضانة تلقائياً، ما لم تُثبت أن الزواج لا يؤثر على مصلحة المحضون.
- الإخلال بشروط الأمانة والرعاية: مثل الإهمال الجسيم في العناية بالمحضون، أو تعرضه للأذى النفسي أو الجسدي بسبب تصرفات الأم، ويُعد ذلك سبباً مباشراً لإسقاط الحضانة.
- عدم الاستقامة أو السلوك غير القويم: يُشترط في الحاضنة حسن السيرة، فثبوت ارتكابها أفعالاً مُخلة بالشرف أو بسمعة الأسرة – مثل تعاطي المخدرات أو التردد على أماكن مشبوهة – يُشكل سبباً قانونياً لإسقاط الحضانة.
- المرض المُعدي أو النفسي المؤثر في الحضانة: إذا كانت الحاضنة مصابة بمرض معدٍ أو نفسي يجعلها غير قادرة على أداء واجبها تجاه الطفل، وكان المرض ثابتاً بتقارير طبية رسمية، جاز إسقاط الحضانة.
- عدم الإقامة في بيئة صالحة للمحضون: مثل الإقامة في مكان غير آمن أو بعيد عن مركز تعليم الطفل، أو في بيئة يُحتمل أن تؤثر سلباً على تنشئته، مما يُعد إخلالاً بشرط مصلحة المحضون.
- السفر الدائم أو التنقل الذي يضر باستقرار المحضون: إذا كانت الأم كثيرة التنقل أو تعتزم الانتقال الدائم خارج الدولة بما يعرقل علاقة الطفل بوليّه أو يُهدد استقراره، فإن ذلك من أسباب إسقاط الحضانة.
- الامتناع عن تنفيذ أحكام الرؤية أو تسليم المحضون: يُعد تعنت الحاضنة في تنفيذ أوامر المحكمة بشأن زيارة الطرف الآخر أو تسليم المحضون إخلالاً بواجبات الحضانة، ويُعرّضها لفقدان الحق فيها.
تخشى تنفيذ الحكم قبل الفصل في الطعن؟ دعينا نساعدك بتقديم طلب وقف تنفيذ عاجل. اتصلي عبر زر الواتساب أسفل الصفحة.
تعرف على إجابة سؤال: هل تسقط الحضانة عن الأم إذا سافرت؟
الأسئلة الشائعة
سوف نجيب عن عدد من الأسئلة المتعلقة بموضوعنا، إسقاط حضانة الأم نقض الإمارات:
في الختام، يتّضح أنّ إسقاط حضانة الأم نقض يُشكّل نقطة قانونية دقيقة في نظام الأحوال الشخصية الإماراتي، تتطلب توافر شروط موضوعية وإجرائية ثابتة، مع مراعاة مصلحة الطفل كمعيار أسمى.
للتمكين من معالجة هذا النوع من القضايا بكفاءة عالية، يُنصح بالتواصل مع محامي أحوال شخصية في الإمارات مختص في قضايا الحضانة عبر زر الواتساب أدناه.
ولمزيد من المعلومات القضائية حول موضوع الحضانة اقرأ أيضاً تنازل الزوجة عن الحضانة في الإمارات، وكذلك لدينا موضوعات مهمة للاطلاع مثل كيف يتم تنفيذ حكم اسقاط الحضانة في الإمارات بالتفصيل وكيفية رفع دعوى اسقاط حضانة لعدم امانة الحاضنة على المحضون.
المصادر:
- الموقع الرسمي لوزارة العدل الإماراتية – بوابة خدمات الأحوال الشخصية.
- بوابة حكومة دبي – دليل الأسرة والقانون.

محامٍ متخصص في مجال الطلاق في الإمارات، حيث يتميز بخبرته الواسعة ومعرفته العميقة بالقوانين والإجراءات ذات الصلة. يقدم خدماته كمحامٍ وكاتب لمحتوى مقالات موقع محامي الطلاق. حيث:
يعمل على تقديم المشورة القانونية والتمثيل القانوني لعملائه في جميع القضايا المتعلقة بالطلاق، سواء كان ذلك في المفاوضات القانونية أو أمام المحاكم
يقدم محتوى متخصص ومفيد يساعد الأفراد على فهم الجوانب القانونية والقضائية المتعلقة بعمليات الطلاق في الإمارات.
يتميز بمهارات تحريرية ممتازة وقدرة على تبسيط المفاهيم القانونية المعقدة بطريقة سهلة الفهم. بفضل خبرته وكفاءته.
يساعد العملاء على تحقيق نتائج إيجابية وفعّالة في قضايا الطلاق التي يتولاها.
